من عجائب هذا الزمان أن يأتي قساوسة شواذ يمارسون الفجور مع الأطفال النصارى وفضيحتهم على رؤوسهم..ثم يتكلمون في السياسة، ويهاجمون نبي الإسلام محمد - عليه الصلاة والسلام -!؟ ومن عجب العجاب أن هؤلاء القساوسة المنحرفين جنسيًا والذين صوَّت مجلس الأساقفة الأميركيين لطرد 300 منهم من عملهم الكهنوتي، أصبحـوا ناصين لإدارة الرئيس الأمريكي بوش!.
فخلال الاجتماع السنوي للكنيسة المعمدانية الأمريكية الجنوبية، والذي عقد مؤخرا في مدينة سانت لويس بولاية ميسوري الأمريكية، افترى أحد هؤلاء الشواذ - وهو القس جيري فاينز - الرئيس السابق للمؤتمر السنوي للكنيسة المعمدانية الجنوبية على الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وأتهمه بأقذع التهم والشذوذ والتي لا تنطبق سوى على شواذ الكنيسة الذين تم طردهم هذا الأسبوع من الكهنوتية المسيحية اتقاءً للفتنة بعدما كشفت إحصاءات الفاتيكان أن إعراض الأوروبيين عن الكنيسة بسبب فضائح الكهنة يتزايد!.
وقال هذا القس أخزاه الله- مفسرًا سر زواج رسول الإسلام عدة مرات بأنه: "شاذ يميل للأطفال ويتملكه الشيطان، تزوج من 12 زوجة أخراهم طفلة عمرها تسع سنوات"!.
وأضاف القس الشاذ (فاينز) أن "الله (الذي يؤمن به المسلمون) ليس الرب (الذي يؤمن به المسيحيون). فلن يقوم الرب بتحويلك إلى إرهابي يحاول تفجير الناس وأخذ أرواح آلاف مؤلفة من البشر"!.
ولأنه إذا كان رب البيت بالدف ضاربًا.. فشيمة أهل البيت الرقص، فقد أيد قادة الكنيسة المعمدانية الجنوبية تصريحات فاينز، وأعلنوا تأييدهم له فيما قال عن النبي العدناني!.
وقد أرسل نهاد عوض المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية خطابا رسميا إلى الرئيس الأمريكي يطالبه فيه "بالتدخل المباشر لإدانة تصريحات القس جيري فاينز المعادية للإسلام" خلال المؤتمر السنوي للكنيسة المعمدانية الجنوبية خاصة وأن الرئيس قد خاطب الحاضرين بالمؤتمر من خلال الأقمار الصناعية.
وقال عمر أحمد رئيس مجلس إدارة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير): إن " التصريحات المتهورة والمعادية للإسلام الصادرة عن أفراد يعتبرون قادة في مجتمعاتهم الدينية سوف تضر بصورة أمريكا ومصالحها عالميا وسوف تؤدي إلى انقسام أمريكا خلال الأزمة الراهنة".
ولكن مرت الأيام ولم يصدر أي إدانة من جانب الرئيس (المتدين) بوش على أقوال كبير شواذ الكنيسة رغم حديث بوش المتكرر عن احترام الأديان!
تصويت سري!
والغريب أن تصدر هذه التصريحات ضد الإسلام ونبيه في الوقت الذي تثار فيه ضجة كبيرة في أمريكا تحديدًا وبقية دول اوروبا حول شذوذ رجال الكنيسة الذي لم يمس فقط النساء والفتيات، ولكنه امتد إلى الأطفال الأبرياء، مما دعا بعض العقلاء في الغرب للقول إن التهجم على رسول الإسلام ما هو إلا وسيلة للتغطية على فضائح الكنيسة المدوية والتي أدت لطرد المئات من الكنيسة.
حيث تم هذا الأسبوع اعتماد ما سمي "النص النهائي "للميثاق من أجل حماية الأطفال والأحداث" بالتصويت السري من جانب مجلس القساوسة الأمريكان ب 239 صوتا مقابل 39. وقال رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الأميركيين، الأسقف بيلفيل ويلتون غريغوري "لقد اعتمدنا اليوم وثيقة مهمة في تاريخ مؤتمرنا الأسقفي". وأضاف "اعتبارا من اليوم.. كل من يعرف عنه (من القساوسة) أنه تعاطى الدعارة مع طفل يمنع من العمل في كنيسة الولايات المتحدة الكاثوليكية". ؟!.
وجاء هذا القرار للرد على الفضيحة التي طاولت الكهنة، بعدما حاولوا في البداية التستر على هؤلاء الكهنة المنحرفين (!)، إذ قامت اللجنة المختصة المكلفة بصياغة الميثاق الجمعة بتشديد مشروع البيان واعتمدت صيغة "عدم التسامح" مع أي كاهن تثبت إدانته بالاستغلال الجنسي ليطرد من الكنيسة ويعاد إلى الحياة العلمانية بعدما كان النص يدور حول " إمكانية أن يبقى في سلك الكهنوت أي كاهن مارس الاستغلال الجنسي في الماضي لكنه لم يذنب إلا مرة واحدة! ".
أو أن يبقى "إذا تلقى علاجا مناسبا "؟!.
وكانت صحيفة "دالاس مورنينغ نيوز" قد ذكرت أن ثلثي الأساقفة الأميركيين (111) في 178 ابرشية قاموا على مدى سنوات بالتغطية على تصرفات الكهنة الذين يستغلون الأطفال جنسيًا واكتفوا بنقلهم من ابرشية إلى أخرى أو إخضاعهم لعلاج نفسي.
ورغم هذا فقد أثار هذا التعديل أيضا غضب الضحايا الذين طالبوا بعقوبات تأديبية بحق أولئك الأساقفة. وقال بيتر ايسلي المسؤول عن شبكة الناجين من الاستغلال الجنسي الذي يقوم به الكهنة "إنه أمر فاضح أخلاقيًا بكل بساطة".
الثقة في الكنيسة تتراجع
وقد جاءت هذه النتائج في الوقت الذي كشف فيه استطلاع للرأي أجري في الولايات المتحدة عن تراجع ثقة الأمريكيين في الكنيسة حيث أشار الاستطلاع إلى أن نصف الأمريكيين فقط- لديهم انطباعا إيجابيا عنها.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن عدد القساوسة الذين سلمت أوراقهم إلى الشرطة قد ارتفع إلى 260 قسا منذ تكشف أبعاد الفضيحة التي يقوم بها القساوسة منذ أكثر من ستة أشهر.
ويشير المسح الذي أجرته الوكالة إلى أن 550 شخصا قد رفعوا قضايا ضد رجال دين مسيحيين في ولايتي ماسوشيستس ومين فقط بسبب سلوكياتهم الأخلاقية الفاضحة!.
وقد دفعت رائحة الفضيحة العطنة بابا الفاتيكان لعقد اجتماع مع الكرادلة الأمريكيين مؤخرا "لعلاج عدم الانسجام في السياسة الكنسية تجاه الفضيحة"!. وقد قوبل الاجتماع بانتقادات بسبب عدم صدور قرار صريح عنه يجيز عزل القساوسة الذين يثبت اعتداؤهم على الأطفال.
وكان بابا الفاتيكان قد عقد جلسة خاصة حول هذا الموضوع مع ممثلي قيادات الكنيسة الكاثوليكية بروما تابع فيها نتائج التحقيقات التي أفضت إلى كشف هذه الفضيحة وأعرب البابا عن "بالغ الحزن والأسى لهذا السلوك غير الأخلاقي من رجال دين دورهم مكافحة الرذيلة وتقوية القيم والسلوك السوي لأتباع الكنيسة".
ولا يقتصر الشذوذ والسقوط من جانب القساوسة على أمريكا فقط، ولكنه يمتد إلى كل كنائس أوروبا التي أصبحت تعاني فراغا وإعراض الجمهور عنها.
وكمثال، فقد سعت الكنيسة الكاثوليكية في بلجيكا إلى تكثيف جهودها لمكافحة الاعتداء الجنسي على الأطفال من جانب القساوسة وموظفي الكنائس. وشكَّل أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في مؤتمر عقدوه في بروكسل العام قبل الماضي لجنة تحقيق داخلية مستقلة لهذا الغرض.. حسبما أعلنت وكالة الأنباء الكاثوليكية "كاث برس".
ونظرت اللجنة في شكاوى الضحايا المعنيين، ودرست إجراءات تأديبية بحق عناصر الكنيسة المتورطين في ممارسات لا أخلاقية بحق الأطفال. وجاء هذا الإجراء عقب الكشف عن حالات اعتداء جنسي عديدة تورَّط فيها قساوسة كاثوليك في بلجيكا خلال السنوات القليلة الماضية. وتقول الدوائر الكاثوليكية: إنّ الكثير من الضحايا لا يطالبون في العادة بإنزال عقوبات قانونية ضد رجال الكنيسة المتورطين في جرائم من هذا النوع، وإنما يأملون في الاكتفاء بإجراءات تأديبية داخلية. وتلقَّى هاتف خصصته الكنيسة في بلجيكا منذ عام 1997 لتلقِّي اتصالات الضحايا العشرات من البلاغات حتى الآن، وجاء ذلك الإجراء على أثر تزايد فضائح الاعتداء الجنسي على الأطفال في الأروقة الكنسية!!
المسيحية تنحسر في أوروبا
وقد صدرت إشارات تحذير من بعض الكنائس بتزايد إعراض الجمهور المسيحي الأوروبي عنها بسبب الفضائح والخواء الروحي، وجاءت خطوات إبعاد الشواذ كمحاولة للتغلب على أحد عناصر إعراض الشباب والأطفال عن الكنيسة.
فقد أعلن الكاردينال "كورمك ميرفي أوكونور" رئيس الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز "أن المسيحية أوشكت على الانحسار في بريطانيا، وأن الدين لم يعد يؤثر في الحكومة، أو في حياة الناس". وقال في يوليه 2001: "إن الموسيقى والمعتقدات المستحدثة والحركة البيئية والتنجيم والسحر واقتصاد السوق الحر حلت محل السيد المسيح - عليه السلام -"، ودعا إلى ما أسماه "فكر ثوري" يستهدف الوصول إلى جموع الشباب الكاثوليك وإلى المارقين والملحدين منهم.
كذلك قال تقرير لراديو لندن: "إن الفضائح المتعلقة بالجنس لعدد من القساوسة كانت أحد الأسباب التي دفعت الناس إلى الابتعاد عن الدين المسيحي الذي لم يعد بالنسبة للمسيحيين يجيب عن الكثير من الأسئلة التي يطرحها الشباب، وهو ما دفعهم إلى الاتجاه نحو الحركات الحديثة، كحركة المحافظة على البيئة والحركات الاجتماعية التي تنمي طاقاتهم". وأشار إلى أن استطلاعا للرأي قد أظهر مؤخرا أن الكثيرين ممن يترددون على الكنيسة يعتقدون بأنه لا تتاح لهم الفرصة للإجابة عن الأسئلة التي يطرحونها بشأن الدين، وقد أدى هذا كله إلى ثقافة بديلة عن الدين. وكان أسقف كانتربري قد ذكر أيضا أن الناس كانوا يلجؤون في الماضي إلى القسيس للتعبير عن مشاكلهم وقلقهم النفسي، أما الآن فيلجؤون إلى الأطباء، ويعتبرون أن الدواء ربما يكون سببا لإسعادهم، وأضاف: "ويلجأ بعضهم إلى الجنس والمخدرات والخمور اعتقادا منهم بأن فيها علاجا لراحتهم وإسعادهم بدلا من الدين المسيحي". كذلك كشف استطلاع للرأي أنّ ثقة الشعب النمساوي في الكنيسة تعاني من التراجع الحاد. فبينما أبدى 48% من النمساويين ثقتهم بالكنيسة عام 1990، أصبحت هذه النسبة حاليًا 38% فقط. ورغم هذا التراجع في الثقة بالمؤسسة الكنسية فقد بين الاستطلاع أنّ الدوافع الدينية لدى النمساويين مالت إلى الازدياد بشكل ظاهر في السنوات العشر الأخيرة؛ بسبب حالة القلق والكآبة التي يعاني منها الناس في أوروبا عموما بسبب الخواء الروحي.
وكانت دراسة سويدية نشرت الأسبوع الماضي قد أكدت ارتفاع نسبة الانتحار في البلدان الاسكندنافية بشكل ملحوظ وأن أسباب تجرع زجاجة السم ما عادت تقتصر على العزلة والكآبة فقط لأن الخوف من " بهدلة " آخر العمر تدفع العديدين للانتحار بسبب الفردية وعدم الترابط الاجتماعي في المجتمع!.
لم يجد القساوسة إذًا بعد انصراف الأمريكيين والأوروبيين عنهم سوى مهاجمة الإسلام كي تعود لهم أضواء الشهرة (!).
وهو نفس ما فعله من قبل حلف الأطلنطي عندما لم يجد له عدوا يواجهه بعد انهيار الشيوعية فاختار الإسلام عدوًا بديلاً خشية انفراط عقد الحلف كما انفرط عقد حلف وارسو الشيوعي!.