'علامات الساعة في الدين الإسلامي هي مجموعة من الظواهر والأحداث يدل وقوعها على قرب وقوع يوم القيامة ،قسم العلماء المسلمون العلامات إلى قسمين :
إنَ الحمدَ للهِ نحمَدُهُ ونَستعينُهُ وَنَستهديهِ ونشكرُهُ وَنعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنَا ومن سيئاتِ أعمالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَ له ومَنْ يُضْللْ فلا هَادِيَ له, وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له ولا مثيلَ له ولا ضدَّ ولا نِدَّ له جلَّ ربي لا يشبه شيئا ولا يشبهه شىء ولا يحل في شىء ولا ينحل منه شىء ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ سورة الشورى/11. وأشهدُ أن سيّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقُرَّةَ أعينِنا محمّدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّه وحبيبُه صلى اللهُ عليهِ وسلَّم وعلى كلِّ رسولٍ أرسلَه.
أما بعدُ، فيا عبادَ اللهِ أُوصِي نفسِيَ وإياكم بتقوى اللهِ العليِّ العظيمِ القائلِ في محكمِ التنْزيل: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ﴾.سورة القمر /1. ويقول عزَّ وجل أيضًا: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا، فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا﴾ سورة النازعات/ 42 و 43 .
ولما جاءَ جبريلُ عليه السلامُ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وسألَه عن الإسلامِ والإيمانِ والإحسانِ وسألَه عنِ الساعةِ قالَ: "فأخبِرْنِي عنِ الساعةِ" فأجابَه صلى الله عليه وسلم بقولِه: "ما المسئولُ عنها بأعلمَ منَ السائلِ" فلا يعلمُ وقتَ قيامِ الساعةِ إلا اللهُ لا يعلمُ ذلك ملكٌ مُقرَّبٌ ولا نبيٌّ مرسلٌ.
يقولُ اللهُ تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا، فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا﴾ .سورة النازعات/ 42 و 43. قل إنَّما علمُها عندَ ربِّي. فلما سألَ جبريلُ عليه السلامُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عنِ الساعةِ فأجابَه: "ما المسئولُ عنها بأعلمَ منَ السائِلِ"، قال: فأخبِرْنِي عن أماراتِها- أي أخبِرْنِي عن علاماتِها.
فاعلَموا رحمَكم اللهُ أنَّ القيامةَ لا تقومُ حتى تحصُلَ علاماتُ الساعةِ الصُّغْرَى والكُبْرَى.
أما العلاماتُ الصُّغرى فمِنها ما أخبرَ الرسولُ عنها في الحديثِ الذي رواهُ مسلمٌ لما سألَه جبريلُ عن علاماتِها فقالَ: "أن تلِدَ الأمَةُ ربَّتَها- أي سيدَتَها- وأن ترَى الحفاةَ العُراةَ العالةَ (أي الفقراء) رِعاءَ الشاءِ يتطاوَلونَ في البُنيان" وهذا حصل. ومن علاماتِها زوالُ جبالٍ عن مراسِيها وكثرةُ الزلازلِ وكثرةُ الأمراضِ التي ما كان يعرِفُها الناسُ سابِقًا وكثرةُ الدجَّالِينَ وخُطَباءِ السوءِ وادِّعاءُ أناسٌ النبوةَ وتغيُّرُ أحوالِ الهواءِ في الصيفِ يصيرُ كأنَّهُ في الشِّتاءِ وفي الشتاءِ يصيرُ كأنه في الصيفِ وقلةُ العلمِ وكثرةُ الجهلِ أي الجهلُ بعلمِ الدينِ وهذا كلُّهُ حصل. وكثرةُ القتلِ والظلم وتقاربُ الزمانِ وتقارُبُ الأسواق، وتداعي الأممِ على أمةِ محمدٍ كتداعِيهم على قَصعةِ الطعامِ يحيطونَ بهم من كلِّ صوبٍ وهذا كلُّه حصلَ أيضًا. ومن علاماتِ الساعةِ أيضًا ما أخبر عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم في حديثِه الذي قالَ فيه: "صنفانِ من أهلِ النارِ لم أرَهُما ـ أي سيأتون من بعدي ـ قومٌ معهم سياطٌ كأذنابِ البقرِ يضرِبونَ بِها الناسَ" ثم قال: "ونساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ جميلاتٌ مائلاتٌ" أي أنهن يلبسنَ ثيابًا لا تسترُ جميعَ العورةِ وأنهن مائلاتٌ عن طاعةِ اللهِ ويُملنَ غيرَهن عن طاعةِ اللهِ أي فاجراتٌ يرمينَ الناسَ في الزِّنَى. ويرفَعْنَ رؤوسَهن ليُعجبَ بِهِنَّ الناسُ ويمشين مِشْيَةً خاصةً يُمَيَّزْنَ بِها عن غيرِهن وهذا حصلَ أيضًا.
وءاخرُ العلاماتِ الصغرى إخوةَ الإيمان ظهورُ المهديِّ عليهِ السلام، وهو وليٌ من أولياءِ اللهِ وليس نبيًا لأنهُ لا نبيَّ ينْزلُ عليه الوحيُ بالنبوةِ بعد نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم وقد قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تقومُ الساعةُ حتى يملكَ الناسَ رجلٌ من أهلِ بيتِي يواطئُ اسمُه اسمِي واسمُ أبيهِ اسمَ أبي فيملؤُها (أي الأرض) قسطا وعدلا". وفي لفظٍ "كما مُلِئَتْ ظُلمًا وجَوْرًا"، وهذه أكبرُ علامةٍ لظهورِ المهديِّ وهي أن تُملأَ الأرضُ ظُلمًا وجَورًا وقد مُلِئت، فالمهديُّ عليه السلام اسمُه محمدُ بنُ عبدِ الله وهو حسنيٌ أو حسينيٌ من ولدِ فاطمةَ رضي اللهُ عنها وقد وردَ في الأثرِ أنه يسيرُ معه في أولِ أمرِه ملكٌ ينادِي: "يا أيها الناسُ هذا خليفةُ اللهِ المهديُّ فاتَّبعوهُ" ويخرجُ معه ألفٌ من الملائكةِ يمدُّونَه وينتظرُه في مكةَ ثلاثُمائةٍ من الأولياءِ هم أولُ من يبايِعُه. وفي أيامِ المهديِّ تحصُلُ مجاعةٌ، والمؤمنُ الكاملُ في ذلك الوقتِ يشبُعُ بالتسبيحِ والتقديسِ أي بذكرِ اللهِ وتعظيمِه.