المقدم : المقدم لغويا بمعنى الذى يقدم الأشياء ويضعها فى موضعها ، والله تعالى هو المقدم الذى قدم الأحباء وعصمهم من معصيته ، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بدءا وختما ، وقدم أنبياءه وأولياءه بتقريبهم وهدايتهم
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء:
" اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير"
ولنتدبر معاً هذه الآيات البينات: ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وآخر "13" (سورة القيامة)
قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد "28" (سورة ق)
هو المقدم لما شاء، كما شاء بحكمته، وهو المقدم من شاء بالتقوى والإنابة، والصدق
والاستجابة هو الذي قدم الأبرر
.
وهو الذي يقدم بعض الأشياء على بعض بأمره، إما بالوجود كتقديم الأسباب على مسبباتها، أو بالشرف كتقديم الأنبياء والصالحين من عباده. وصلى الله على سيدنا محمد الذي قدمه ربه على جميع خلقه.
قال تعالى: قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم .. "14" (سورة الأنعام)
لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين "163" (سورة الأنعام)
وأنواع التقديم والتأخير بحر لا ساحل له، ويكون شرعياً كما فضل الأنبياء على الخلق، وفضل بعضهم على بعض .. وفضل بعض عباده إلي بعض، وقدمتهم في العلم، والإيمان، والعمل، والأخلاق، وسائر الأوصاف، وأخر من أخر منهم بشيء من ذلك، وكل هذا تابع لحكمته. وهذان الوصفان وما أشبههما من الصفات الذاتية لكونهما قائمين بالله، والله متصف بهما، ومن صفات الأفعال، لأن التقديم والتأخير متعلق بالمخلوقات ذواتها، وأفعالها، ومعانيها، وأوصافها. وهي من إرادة الله وقدرته. فهذا هو التقسيم الصحيح لصفات الباري، وأن صفات الذات متعلقة بالذات، وصفات أفعاله متصفة بها الذات، ومتعلقة بما ينشأ عنها من الأقوال والأفعال.