Admin Admin
عدد المساهمات : 295 نقاط : 746 تاريخ التسجيل : 07/06/2010
| موضوع: لمقسط الخميس يوليو 15, 2010 12:43 pm | |
| المقسط قال تعالى: وقضى ربك بينهم بالقسط وهم لا يظلمون "54" (سورة يونس) هو المقسط، القائم بالقسط، المقيم للعدل، العادل في الحكم، وهو الذي ينتصف للمظلوم من الظالم وكماله في أن يضيف إلي إرضاء المظلوم إرضاء الظالم، وذلك غاية العدل والإنصاف، ولا يقدر عليه إلا الله تعالى.
ومثاله ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ ضحك حتى بدت ثناياه، فقال عمر: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما أضحكك؟ قال: رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة، فقال أحدهما: يا رب خذ لي مظلمتي من هذا، فقال الله عز وجل: رد على أخيك مظلمته، فقال: يا رب لم يبق من حسناتي شيء، فقال عز وجل للطالب: كيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء؟ فقال: يا رب فليحمل عني أوزاري.. ثم فاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء، وقال: إن ذلك ليوم عظيم، يوم يحتاج الناس أن يحمل عنهم من أوزارهم .. فقال: فيقول الله عز وجل ـ أي للمتظلم ـ: أرفع بصرك فانظر في الجنان. فقال: يا رب أرى مدائن من فضة وقصوراً من ذهب مكللة باللؤلؤ، لأي نبي هذا؟ أو لأي صديق هذا؟ أو لأي شهيد هذا؟ قال الله عز وجل: لمن أعطى الثمن. فقال: يا رب، ومن يملك ذلك؟ قال "أنت تملكه" قال: بماذا يا رب؟ فقال "بعفوك عن أخيك" قال: يا رب قد عفوت عنه، قال الله عز وجل: خذ بيد أخيك فأدخله الجنة" ثم قال صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الله، اتقوا الله، وأصلحوا ذات بينكم، فإن الله يعدل بين المؤمنين يوم القيامة"
في اللغة .. أقسط فلانٌ إذا عدل ، وقسط فلانٌ إذا جار .. أقسط : عدل ، وقسط : ظلم وجار .. المقسط : العادل ، القاسط : الظالم
قال بعض علماء اللغة : " المقسط هو العادل في حكمه قال تعالى : وأقيموا الوزن بالقسط : أي بالعدل ، والقِسْطُ أيضاً هو النقيض " ، القِسْطُ .. أقساط ، أجزاء ، أنصبة .
ذكر بعض علماء اللغة أنَّ القَسْطَ : " هو أن يأخذ الإنسان قِسطَ غيره أي يظلم " .. فالقَسْط مصدر .. أي يأخذ نصيب غيره ، أن يأخذ ما ليس له فهو ظالم .
والإقساطُ أن يُعطى قسط غيره فهو عادل .. أن تعطي حقَّ الناس إلى الناس فأنت عادل، أن تأخذ ما ليس لك بحق فأنت ظالم .. أن تأخذ قِسْطَ غيرك هذا ظلم ، أن تعطي الآخرين قِسْطَهم هذا عدل .. هذا الفرق بين قَسَطَ وأقْسَطَ .
دخل رجل على الحجَّاج فسأله الحجاج من أنا ؟ فقال له الرجل: أنت قاسطٌ عادل . فظنَّ الحاضرون أنَّه يمدحه ، فقال : أتدرون ماذا قال لي؟ لقد قال لي أنت ظالمٌ كافر ، قالوا كيف؟ قال : أما قاسط فقد قال تعالى : " وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا " .
وقال أيضاً : " ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ " .. أي عدل عن الحقِّ إلى الباطل ، وعن الجنَّة إلى النار
فأحياناً كلمة "قاسط عادل" لا تعني مدحاً ، بل تعني ذماً ، كما قيلت للحجاج أعلاه .
المُقسِطُ في حقِّ الله تعالى هو العادل في الأحكام ، الذي يتصرَّف في العوالم بكلِّ نظام .
ذكرت ذات مرة أنَّ إنساناً كان يطوف حول الكعبة ويقول : ربِّ اغفر لي ذنبي ولا أظُنُّك تفعل . فمشى وراءه الإمام الشافعي وقال : يا هذا ما أشدَّ يأسك من رحمة الله . قال : ذنبي عظيم . قال : ما ذنبُك ؟ قال: كنت جندياً في حملةٍ لقمع فتنة ، فلما قُمِعت أُحِلَّت لنا المدينة ، فدخلت أحد البيوت فرأيت فيه رجلاً وامرأةً وطفلين ، قتلت الرجل وقلت للمرأةَ أعطني كلَّ ما عندك من مال ، أعطتني كلَّ ما لديها ، فقتلت ولدها الأول فلما رأتني جاداً في قتل الثاني أعطتني درعاً مُذْهبة - من الذهب - ، أعجبتني ، تأملتُها فإذا عليها بيتان من الشعر :
إذا جار الأمير وحاجباه وقاضي الأرض أسرف في القضاء
فويلٌ ثم ويلٌ ثم ويلٌ لقاضي الأرض من قاضي السماءِ. | |
|